الأنظمة المستبدة وتأجيج الصراعات- البنادق المستأجرة كأداة لزعزعة الاستقرار
المؤلف: محمد مفتي11.08.2025

رغم المساعي الدؤوبة التي تبذلها الأسرة الدولية بمختلف هيئاتها لترسيخ الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة، فإن ثمة قلة من الدول تستميت في تقويض أمن واستقرار الدول المجاورة، بل وحتى البعيدة عنها، وتلك الدول عادة ما تتسم نظم حكمها بالاستبداد والتسلط، وهي تسعى جاهدة لبسط نفوذها السياسي وهيمنتها، والناظر إلى التاريخ يدرك أنه كلما جنح النظام السياسي نحو الديكتاتورية والاستبداد، كلما تعاظمت رغبة النظام الحاكم الجامحة في التوسع خارج حدوده، وقد يتجسد هذا التوسع بصورة مباشرة كغزو دولة أخرى، أو بصورة غير مباشرة عبر الاستعانة بوكلاء يعملون بالوكالة لصالحها.
وباعتبار أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لا تتهاون في صون السلم والأمن الدوليين -لا سيما إذا كانت الدولة المعتدى عليها تمتلك قوة سياسية واقتصادية نافذة- فإن التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدولة أخرى غالباً ما يواجه بردع عسكري حاسم كما حدث للعراق إبان غزوه لدولة الكويت الشقيقة عام 1990، لذلك تلجأ بعض الأنظمة المارقة إلى التدخل الخفي وغير المباشر من خلال عملاء وأدوات لها، وقد تستعين بميليشيات متمردة تقوم بتسليحها لخدمة مطامعها وأهدافها، وعبر هذا النهج الملتوي يتم التحالف مع جماعات منشقة أو معارضين أو حتى قراصنة دوليين ومرتزقة، وتقديم الدعم المالي السخي لهم دون الزج باسم الدولة في أي صراع بصورة مباشرة، وبذلك تتجنب التعرض للردع العسكري أو حتى للعقوبات الدولية القاسية، والتي قد تجر عليها الكثير من المشكلات والأزمات.
يزخر سجل التاريخ بأسماء العديد من الإرهابيين الدوليين الذين اشتهروا بامتهانهم العمل كمرتزقة لتنفيذ عمليات إرهابية محددة خدمة لأجندات بعض الأنظمة السياسية، ولعل من أبرزهم الإرهابي سيئ السمعة كارلوس والإرهابي صبري البنا المعروف على نطاق واسع بأبو نضال، ومما يثير الأسف أن بعض الدول كانت تستخدمهم كأدوات لتحقيق مآربها، فالإرهابي أبو نضال كان يقيم في ليبيا تحت حماية ورعاية الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، قبل أن يقوم الأخير بإبعاده وطرده بعد أن فُرضت عليه عقوبات دولية عقب حادثة لوكيربي المشؤومة، ثم استقر به المقام في عراق صدام حسين قبل أن يلقى مصرعه في ظروف غامضة وملتبسة عام 2002 بعد أن بدأت الولايات المتحدة تستعد لغزو العراق والإطاحة بنظام صدام حسين، أما الإرهابي كارلوس فقد قامت فرنسا باختطافه من الأراضي السودانية قبل عقود طويلة ولا يزال يقبع في زنازينها حتى لحظة كتابة هذه السطور.
ويتطرق الكاتب البريطاني البارز «باتريك سيل» في كتابه الموسوم «بندقية للإيجار» إلى سيرة أبي نضال، ولعل العنوان يجسد بجلاء الدور القذر الذي يضطلع به سماسرة الإرهاب لتنفيذ مخططات بعض الدول دون التورط المباشر في أي صراع، ومما لا ريب فيه أن التنظيمات الإرهابية التي بزغت خلال العقود المنصرمة كتنظيم القاعدة وتنظيم داعش لا تختلف كثيراً عما كان يرتكبه أولئك الإرهابيون، فكلا الطرفين يستهدف قتل الأبرياء العزل في عمليات دنيئة، وغالبية ضحاياهم من المدنيين الذين لا صلة لهم بالسياسة، كما أن عملياتهم الإرهابية الشنيعة تستهدف رجال الأمن أيضاً، والهدف الأساسي منها هو تقويض ثقة المواطن في قيادته وإحساسه بفقدان الأمن والأمان في وطنه، فكما قال رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل قولته الشهيرة «من الشرطي الذي يقف في الشارع.. تبدأ هيبة الدولة».
وما مرتزقة الكلمة والإعلام المأجور -الذين لا هم لهم سوى تحريض الشارع العربي على أنظمته بهدف إشاعة الفوضى والاضطراب- إلا نموذج خسيس لتجار البندقية، فالتحريض المتواصل بحجة الإصلاح والدفاع عن حقوق الإنسان ليس إلا وسيلة رخيصة للوصول إلى غايات خبيثة، والحقيقة الجلية أن هناك هدفاً أشد خطراً وراء منابر التحريض تلك من مجرد زعزعة الاستقرار وتأجيج الفتن، فتلك المنابر المسمومة تسعى عبر تحريضها المستمر إلى استقطاب جواسيس وعملاء لها داخل الدولة المستهدفة ممن هم على شاكلتهم، ومن خلال التعليقات التي يبديها بعض أتباعهم عبر منصات التواصل الاجتماعي ينتقون بعناية فائقة بعضهم ليستخدموهم كطابور خامس لنقل المعلومات الحساسة أو لتنفيذ عمليات إرهابية مقابل حفنة من المال، ولذلك فإن حكومة المملكة العربية السعودية لا تتهاون مطلقاً ولا تتسامح مع من خان وطنه وشعبه وباع ضميره، ومن ثم فإن أجهزتها الأمنية تقف لهم دائماً بالمرصاد وتتربص بهم.
ومما يدعو للأسف الشديد أنه لا يمكن القضاء على جميع البنادق المؤجرة بين عشية وضحاها، فالحرب على الإرهاب ليست مسؤولية رجل الأمن وحده، بل هي واجب священный يتحمل مسؤوليته كل مواطن غيور على وطنه وأرضه، أما الدول المارقة التي لا تحد طموحاتها والتي لا تجد سبيلاً لتحقيق مطامعها الخسيسة سوى الاستعانة بهؤلاء المرتزقة لتمزيق المجتمعات وإشعال نار الفتنة بين أبنائها فلن تختفي بين ليلة وضحاها، ولعل ما تشهده بعض الدول التي عصفت بها الحروب الأهلية من دمار وخراب لهو دليل قاطع على تدخل بعض الدول في شؤون دول أخرى بصورة سافرة وفجة، فالأوطان لا تنهض ولا تزدهر إلا بجهود سواعد أبنائها المخلصين وتضحياتهم.
وباعتبار أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لا تتهاون في صون السلم والأمن الدوليين -لا سيما إذا كانت الدولة المعتدى عليها تمتلك قوة سياسية واقتصادية نافذة- فإن التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدولة أخرى غالباً ما يواجه بردع عسكري حاسم كما حدث للعراق إبان غزوه لدولة الكويت الشقيقة عام 1990، لذلك تلجأ بعض الأنظمة المارقة إلى التدخل الخفي وغير المباشر من خلال عملاء وأدوات لها، وقد تستعين بميليشيات متمردة تقوم بتسليحها لخدمة مطامعها وأهدافها، وعبر هذا النهج الملتوي يتم التحالف مع جماعات منشقة أو معارضين أو حتى قراصنة دوليين ومرتزقة، وتقديم الدعم المالي السخي لهم دون الزج باسم الدولة في أي صراع بصورة مباشرة، وبذلك تتجنب التعرض للردع العسكري أو حتى للعقوبات الدولية القاسية، والتي قد تجر عليها الكثير من المشكلات والأزمات.
يزخر سجل التاريخ بأسماء العديد من الإرهابيين الدوليين الذين اشتهروا بامتهانهم العمل كمرتزقة لتنفيذ عمليات إرهابية محددة خدمة لأجندات بعض الأنظمة السياسية، ولعل من أبرزهم الإرهابي سيئ السمعة كارلوس والإرهابي صبري البنا المعروف على نطاق واسع بأبو نضال، ومما يثير الأسف أن بعض الدول كانت تستخدمهم كأدوات لتحقيق مآربها، فالإرهابي أبو نضال كان يقيم في ليبيا تحت حماية ورعاية الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، قبل أن يقوم الأخير بإبعاده وطرده بعد أن فُرضت عليه عقوبات دولية عقب حادثة لوكيربي المشؤومة، ثم استقر به المقام في عراق صدام حسين قبل أن يلقى مصرعه في ظروف غامضة وملتبسة عام 2002 بعد أن بدأت الولايات المتحدة تستعد لغزو العراق والإطاحة بنظام صدام حسين، أما الإرهابي كارلوس فقد قامت فرنسا باختطافه من الأراضي السودانية قبل عقود طويلة ولا يزال يقبع في زنازينها حتى لحظة كتابة هذه السطور.
ويتطرق الكاتب البريطاني البارز «باتريك سيل» في كتابه الموسوم «بندقية للإيجار» إلى سيرة أبي نضال، ولعل العنوان يجسد بجلاء الدور القذر الذي يضطلع به سماسرة الإرهاب لتنفيذ مخططات بعض الدول دون التورط المباشر في أي صراع، ومما لا ريب فيه أن التنظيمات الإرهابية التي بزغت خلال العقود المنصرمة كتنظيم القاعدة وتنظيم داعش لا تختلف كثيراً عما كان يرتكبه أولئك الإرهابيون، فكلا الطرفين يستهدف قتل الأبرياء العزل في عمليات دنيئة، وغالبية ضحاياهم من المدنيين الذين لا صلة لهم بالسياسة، كما أن عملياتهم الإرهابية الشنيعة تستهدف رجال الأمن أيضاً، والهدف الأساسي منها هو تقويض ثقة المواطن في قيادته وإحساسه بفقدان الأمن والأمان في وطنه، فكما قال رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل قولته الشهيرة «من الشرطي الذي يقف في الشارع.. تبدأ هيبة الدولة».
وما مرتزقة الكلمة والإعلام المأجور -الذين لا هم لهم سوى تحريض الشارع العربي على أنظمته بهدف إشاعة الفوضى والاضطراب- إلا نموذج خسيس لتجار البندقية، فالتحريض المتواصل بحجة الإصلاح والدفاع عن حقوق الإنسان ليس إلا وسيلة رخيصة للوصول إلى غايات خبيثة، والحقيقة الجلية أن هناك هدفاً أشد خطراً وراء منابر التحريض تلك من مجرد زعزعة الاستقرار وتأجيج الفتن، فتلك المنابر المسمومة تسعى عبر تحريضها المستمر إلى استقطاب جواسيس وعملاء لها داخل الدولة المستهدفة ممن هم على شاكلتهم، ومن خلال التعليقات التي يبديها بعض أتباعهم عبر منصات التواصل الاجتماعي ينتقون بعناية فائقة بعضهم ليستخدموهم كطابور خامس لنقل المعلومات الحساسة أو لتنفيذ عمليات إرهابية مقابل حفنة من المال، ولذلك فإن حكومة المملكة العربية السعودية لا تتهاون مطلقاً ولا تتسامح مع من خان وطنه وشعبه وباع ضميره، ومن ثم فإن أجهزتها الأمنية تقف لهم دائماً بالمرصاد وتتربص بهم.
ومما يدعو للأسف الشديد أنه لا يمكن القضاء على جميع البنادق المؤجرة بين عشية وضحاها، فالحرب على الإرهاب ليست مسؤولية رجل الأمن وحده، بل هي واجب священный يتحمل مسؤوليته كل مواطن غيور على وطنه وأرضه، أما الدول المارقة التي لا تحد طموحاتها والتي لا تجد سبيلاً لتحقيق مطامعها الخسيسة سوى الاستعانة بهؤلاء المرتزقة لتمزيق المجتمعات وإشعال نار الفتنة بين أبنائها فلن تختفي بين ليلة وضحاها، ولعل ما تشهده بعض الدول التي عصفت بها الحروب الأهلية من دمار وخراب لهو دليل قاطع على تدخل بعض الدول في شؤون دول أخرى بصورة سافرة وفجة، فالأوطان لا تنهض ولا تزدهر إلا بجهود سواعد أبنائها المخلصين وتضحياتهم.
